الأقسام:

التحفة الرضوية للصحيفة السجادية

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤلف: قاضي بن کاشف الدین محمد الیزدي

بداية الکتاب: 

نحمده على آلائه ونعمائه، ونصلى على سيدنا محمد أمين وحـيه، وخـاتم رسله، وبشير رحمته، ونذير نقمته، وعلى آله الطاهرين الطيبين، الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً.

وبعد، فإن الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين وسيد الساجدين الله عليها مسحة من العلم الإلهي، وفيها عبقة من الكلام النبوي، كيف لا، وهي قبسة من نور مشكاة الرسالة، ونفحة من شميم رياض الإمامة. الفصاحة أصغر صفاتها، والبلاغة أقل خطراتها. ألفاظها در السحاب بل أصفى قطراً، ومعانيها در السخاب بـل أوفى قدراً، فهي كالشمس تقرب ضياء وتبعد علاء، وكالماء يرخص موجوداً ويغلو مفقوداً، فألفاظها أنوار، ومعانيها نمار، ومواعظها يقود سامعها إلى السجود، ويجري في القلوب مجرى الماء في العود، لسان عبرها يفيض البحور، ويفلق الصخور، ويسمع الصم، ويشتري العصم، قد حكم لها من وقف عليها من العلماء بالإعجاز والتبريز، وشبهوها في صفاء سبكها بالذهب الإبريز، فمن ترقى في معارج طرقها استضاء بنور أفقها، ومن ألم بساحة أقسامها وعزائمها تطوق بأنفس مراحمها ومكارمها، فأدعيتها مرقومة بجيعلة الفلاح، وأقسامها إذا أُطيروا من أوكارهن حلقت محلقة الجناح.غصون مسائلها لا تذوى، وعزائم وسائلها تكشف قناع البلوى. يجاب ـ والله ـ سائلها، وتنجح وسائلها، تحل بتاليها محل العافية من المرض، وتنزل بداعيها منزلة الجبر من الكسر المهيض إن شاء الله.
وبالنظر لعظيم مكانة الإمام، ومزيد أهمية هذه الأدعية، ألفت الشروح والتعاليق الكثيرة لهذه الصحيفة، كما ألفت صحائف أخرى جمعت فيها بقية أدعيته إلا مما لم يذكر في هذه الصحيفة المسماة بالكاملة أو الأولى، وهي الصحيفة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة، ومن تلك الشروح كتابنا هذا التحفة الرضوية للصحيفة السجادية لقاضي بن كاشف الدين محمد اليزدي، وإليك شذرات من ترجمته.

تنزيل الکتاب:

 bafn4178
الإنتاجات
k