الأقسام:

مصباح المتهجّد و سلاح المتعبّد

مصباح المتهجد

جزء من کلمة مصحّح الکتاب:
فهذا كتاب مصباح المتهجّد بين أيديكم سفرا خالداً و منهاج عمل عظيم يغني بكلّ ما حواه من أدعية و ابتهالات عن غيره من كتب الأدعية الأخرى.و يكفي هذا الكتاب جلالة و فخرا أنّ مؤلّفه الشيخ الطوسيّ رضوان اللّه تعالى عليه، و هو فقيه جليل قد ألّف قبل هذا المصباح العديد من الكتب الفقهيّة كالنهاية و الجمل و العقود و المبسوط و غيرها، ثمّ صنّف بعد ذلك هذا السفر الخالد و الذي ذكر فيه أيضا أحكاما فقهيّة بصورة مختصرة في بداية كلّ فصل من فصول هذا الكتاب، و لذا فإنّي أستطيع القول بأنّ هذا الكتاب يحتوي على الفقه المختصر و الدعاء المفصّل. و لذا فإنّي أعتقد جازما بأن الداعي لو حصل على نسخة من هذا الكتاب لقراءته و العمل به، مع العزم و الإرادة و التصميم على العمل بفصوله، فإنّه سيخرج من الظلمات إلى النور و سيجد في سبيله نورا و من فوقه نورا و من تحت أرجله نورا يرفعه و يحلّق به إلى ملكوت اللّه، حيث ليس لعروجه منتهى إلّا السكون و الطمأنينة و الوصول إلى اللّه العزيز المقتدر.و نعم باللّه مجيباً لمن دعاه.


                                                                                             علي أصغر مرواريد

إبتداء الکتاب:

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم‏ الحمد للّه وليّ الحمد و مستحقه و صلى الله على خير خلقه محمد و آله الطاهرين من عترته و سلّم تسليما.سألتم أيّدكم الله أن أجمع‏ عبادات السنة ما يتكرّر منها و ما لا يتكرّر و أضيف إليها الأدعية المختارة عند كلّ عبادة على وجه الاختصار دون التطويل و الإسهاب فإنّ استيفاء الأدعية يطول و ربما ملّه‏ الإنسان و تضجر منه و أسوق ذلك سياقة يقتضيه العمل و ذكر ما لا بدّ منه من مسائل الفقه فيه دون بسط الكلام في مسائل الفقه و تفريع المسائل عليها فإنّ كتبنا المعمولة في الفقه و الأحكام تتضمّن ذلك على وجه لا مزيد عليه كالمبسوط و النهاية و الجمل و العقود و مسائل الخلاف و غير ذلك و المقصود من هذا الكتاب مجرّد العمل و ذكر الأدعية التي لم نذكرها في كتب الفقه فإنّ كثيراً من أصحابنا ينشط للعمل دون التفقه و بلوغ الغاية فيه و فيهم من يقصد التفقه و فيهم من يجمع بين الأمرين فيكون لكلّ طائفة منهم شي‏ء يعتمدونه و يرجعون إليه و ينالون بغيتهم منه و أنا مجيبكم إلى ذلك مستعيناً بالله و متوكّلاً عليه بعد أن أذكر فصلاً يتضمّن ذكر العبادات و كيفيّة أقسامها و بيان ما يتكرّر منها و ما لا يتكرّر و ما يقف منها على شرط و ما لا يقف ليعلم الغرض بالكتاب و اللّه الموفّق للصواب‏.


فصل في ذكر حصر العبادات و بيان أقسامها:
عبادات الشرع على ثلاثة أقسام أحدها تختص الأبدان‏ و الثاني تختص الأموال و الثالث تختص الأبدان‏ و الأموال فالأوّل كالصلاة و الصوم و الثاني كالزكاة و الحقوق الواجبة المتعلقة بالأموال و الثالث كالحج و الجهاد و تنقسم هذه العبادات ثلاثة أقسام أخر أحدها يتكرّر في كل يوم و الثاني يتكرّر في كل سنة و الثالث يلزم في العمر مرّة فالذي يتكرّر في كل يوم الصلوات الخمس و الذي يتكرّر في كل سنة كالصوم و الزكاة و الذي يلزم في العمر مرّة فالحجّ لا غير فأما الجهاد فلا يجب إلا عند وجود الإمام العادل و حصول شرائطه‏ و إنما يجب بحسب الحاجة إليه و حسب ما يدعو إليه الإمام. و تنقسم هذه العبادات قسمين آخرين: أحدهما مفروض و الآخر مسنون، و المفروض منها على ضربين: أحدهما مفروض بأصل الشرع من غير سبب‏كالصلوات الخمس و صوم شهر رمضان و زكاة الأموال و حجّة الإسلام و الثاني‏ يجب عند السبب مثل النذور و العهود و غير ذلك و المسنون أيضا على ضربين أحدهما مرتّب بأصل الشرع و الآخر مرغّب فيه على الجملة فما هو مرتب بأصل الشرع كنوافل الصلاة في اليوم و الليلة المرتبة و صوم الأيام المرغب‏ فيها و غير ذلك و الآخر فكالصلاة المرغّب‏ فيها مثل صلاة التسبيح و غير ذلك و كالترغيب في الصوم‏ و الصلاة على الجملة و الحثّ على الحجّ المتطوّع به و قد تعرّض أسباب لوجوب‏ صلوات‏ مخصوصة واجبات و مندوبات. فالواجبات منها كالصلاة على الأموات و صلاة العيدين و صلاة الكسوف على ما يذهب إليه أصحابنا في كونها مفروضة و المندوب كصلاة الاستسقاء فإنّه‏ يستحب عند جدب الأرض و قحط الزمان و أنا إن شاء الله‏ أذكر جميع ذلك على وجه الاختصار إن شاء الله تعالى‏.
و اعلم أن العبادات بعضها آكد من بعض فآكدها الصلاة لأنّها لا تسقط إلا بزوال العقل أو العارض‏ كالحيض في النساء و قد يسقط باقي العبادات عن كثير من الناس فلذلك نقدّم الصلاة على باقي العبادات فأمّا الزكاة و الحج فقد يخلو كثير من الناس منها ممن لا يملك النصاب و الاستطاعة و الصوم قد يسقط عمن به فساد المزاج و العطاش الذي لا يرجى زواله و المريض الذي لا يقدر عليه و لا يسقط عن واحد من هؤلاء الصلاة بحال. و الصلاة لها مقدمات و شروط لا تتم إلا بها فلا بدّ من ذكرها نحو الطهارة و ستر العورة و معرفة القبلة و معرفة الوقت و معرفة أعداد الصلاة و ما يصحّ الصلاة فيه و عليه من المكان‏ و اللباس و أنا أبين ذلك على أخصر الوجوه و أبينها إن شاء الله تعالى‏....

 

 

الإنتاجات
k